اللاجئون في اليونان ... إهمال لا يليق بأدنى متطلبات الكرامة - المرساة

اللاجئون في اليونان … إهمال لا يليق بأدنى متطلبات الكرامة

جوجل بلس

نشر موقع ميديابارت  الفرنسي رسالة مفتوحة بعث بها آلاف اللاجئين المقيمين في مخيم بجزيرة ليسبوس اليونانية، إلى الاتحاد الأوربي ممثلا برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مطالبين بتحسين البنية التحتية للمخيم الجديد الذي أُرسلوا إليه بعد حريق مخيم موريا القديم.

وذكّرت الرسالة بما تلقوه في سبتمبر/أيلول الماضي من وعود بظروف معيشية أفضل بكثير في المعسكر الجديد، وكانوا سعداء بالاستماع إليها وينتظرون الوفاء بها.

وخصت الرسالة الوعود المتعلقة بتسريع إجراءات اللجوء، مشيرة إلى أن كثيرين ما زالوا ينتظرون إجراء مقابلات معهم منذ أكثر من عام، منبهة إلى أنهم بدل تحسين الظروف تُركوا في الظلام، وأن الوضع أسوأ مما كانت عليه الحال قبل الحريق الكبير في موريا.

واتفقت الرسالة مع الوصف الذي قاله الوزير الألماني مولر وجو الأسبوع الماضي، عندما ذكر أن الوضع في هذا المعسكر أسوأ من أي بلد فيه أزمة أو صراع. وتساءلت: كيف يوجد اللاجئون في مكان بلا مياه جارية ومن دون حمامات ساخنة كافية، ومن دون نظام صرف صحي فعال، بعد 3 أشهر وبعد الحصول على ملايين كثيرة تبرعت بها الحكومات، وجمعتها المنظمات غير الحكومية؟

وأضافت الرسالة: لماذا لا يزال أطفالنا غير قادرين على الذهاب إلى الدراسة؟ ولماذا نعتمد على حسن نية بعض المنظمات التي توزع الملابس والأحذية المستعملة علينا؟ وهل نمتلك حقوقا أساسية كبشر ولاجئين في أوروبا تغطي احتياجاتنا الأساسية؟

وجاء في الرسالة أنه “في كثير من الأحيان نقرأ ونسمع أننا نعيش مثل الحيوانات في هذا المخيم، لكننا نعتقد أن هذا غير صحيح؛ لقد درسنا قوانين حماية الحيوانات في أوروبا ووجدنا أن لديها حقوقا أكثر مما لدينا”.

وعددت الرسالة حقوق الحيوانات، من الحق في الغذاء الكافي والمأوى المريح والعلاج والمساحة الكافية والحماية من الخوف، متسائلة باستنكار: هل هذه الحقوق ممنوحة لنا؟ وتجيب بنفي ذلك.

وأشارت الرسالة إلى أن اللاجئين قد يتضورون جوعا، وأنهم لا يعيشون في “بيئة مناسبة”، ولا تخلو حياتهم من الألم والضيق والخوف، حيث أظهرت دراسة جديدة أن اللاجئين في الجزر اليونانية مكتئبون لدرجة أن ثلثهم يفكرون في الانتحار.

وقالت الرسالة “نحن لا نطلب المزيد من التبرعات أو الأموال لإصلاح البنية التحتية، لقد قرأنا في الصحف عدد الملايين التي تم إنفاقها بالفعل، والعديد منا مهندسون وكهربائيون وأطباء، ونعلم أنه لا حاجة لكثير من المال لتحسين مثل هذا المعسكر”.

وحددت الرسالة الطلب في اتخاذ خطوات بسيطة وسهلة للغاية، كإصلاح إمدادات المياه والاستحمام وإصلاح المرافق الصحية، ووضع نظام صرف ملائم حتى لا يغمر المخيم بعد هطول الأمطار، إضافة إلى توفير الكهرباء والتدفئة اللازمة، وكذلك الخيام المناسبة لفصل الشتاء مع مساحات مخصصة للأطفال.

وطلب اللاجئون عددا كافيا من الخيام للمدارس والفصول الدراسية وورش العمل، إضافة إلى إنارة الشوارع الرئيسية للمخيم، وتحسين الخدمات الطبية والنفسية، مع الحصول على أماكن للاجتماع والترفيه.

وختمت الرسالة بأن اللاجئين لا يطلبون في الوقت الحالي سوى إجراء الإصلاحات اللازمة لهذا المخيم المؤقت، وألا يُتركوا في معاناة بقية الشتاء في هذا المكان، غير ناسين ما كان يدور من حديث عن الإخلاء في الربيع.

وازدادت أعداد اللاجئين المتجهين لأوروبا بعد اندلاع الثورات العربية بعد لجوء مئات ألاف الناس من سوريا والعراق ودول أخرى إلى أوروبا بحثا عن الأمان.