حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي - المرساة

حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي

جوجل بلس

حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي ، هو الحكم الشرعي الذي يبحث عنه المسلمون بالتزامن مع اقتراب موعد يوم المرأة العالمي ، حيث يطمح كثيرون إلى تكريم المرأة في هذا اليوم بدافع حسن النية وإدخال البهجة في نفوس النساء سواء كن أمهات أو بنات أو زوجات ، لهذا السبب يهتم المقال التالي بتوضيح هل يجوز الاحتفال بيوم المرأة العالمي ، وبيان حكم تكريم الزوجة في يوم المرأة العالمي ، وإلقاء الضوء على مكانة المرأة في الإسلام.

يوم المرأة العالمي

قبل معرفة حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي الشرعي، من المهم التعرف أكثر على اليوم العالمي للمرأة، والذي اعتمدته الأمم المتحدة في اليوم الثامن من شهر آذار مارس من كلّ عام، حيث يتمّ فيه الاحتفال سنويًا بإنجازات النسوة الاقتصادية والسياسية وغير ذلك حول العالم، ويتمّ منح النساء العديد من الجوائز في الكثير من دول العالم في هذا اليوم، وقد تمّ الاحتفال فيه لأول مرة في العام  1945م، عند انعقاد أول مؤتمر اتحادي نسائي ديمقراطي عالمي، وهو ما يتكون من منظمات شيوعية رديفة.

حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي

ورد عن أهل العلم أنّه لا يجوز الاحتفال بيوم المرأة العالمي ولا بالأيّام العالمية الأخرى التي تشابهه، فقد ورد عن ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: “أعياد الكفار كثيرة مختلفة، وليس على المسلم أن يبحث عنها، ولا يعرفها، بل يكفيه أن يعرف في أي فعل من الأفعال أو يوم أو مكان أن سبب هذا الفعل، أو تعظيم هذا المكان والزمان من جهتهم، ولو لم يعرف أن سببه من جهتهم، فيكفيه أن يعلم أنه لا أصلَ له في دين الإسلام، فإنه إذا لم يكن له أصل، فإما أن يكون قد أحدثه بعض الناس من تلقاء نفسه، أو يكون مأخوذًا عنهم، فأقل أحواله أن يكون من البدع” فلا يفلح المسلم باتّباعه غير المسلمين، ولا يكون الاحتفال عند المسلمين إلا في يومي العيد في الفطر والنحر، ولا يحتفل المسلم بما جاء به المشركون من يوم المرأة ويوم الأم وغيره، وعليه أن يكتفي بالدين الإسلامي وما جاء فيه من التشريع، والله ورسوله أعلم.

حكم تكريم الزوجة في اليوم العالمي للمرأة

في حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي وتكريمها فيه، فإنّ أهل العلم قد بيّنوا أنّه لا يجوز للمسلم أن يكرّم زوجته في هذا اليوم، ذلك أنّ ما يُعرف بيوم المرأة العالمي الذي يقوم الناس بالاحتفال فيه في الثامن من مارس من كلّ عام، هو واحدٌ من الأيام البدعية التي أوجدها أهل الشرك من غير المسلمين، وقد دخلت بين المسلمين نتيجة الجهل والغفلة عن الشريعة، ومحاولتهم تقليد الغرب في كلّ أمرٍ فعلوه، فالبدع التي ابتدعت أماتت في مقابلها سنّة من السنن، فلا يصحّ تكريم الزوجة خصّيصًا في هذا اليوم، فإنّ إكرام الزوجة وتكريمها من المعاشرة بالمعروف التي حثّ عليها الإسلام، وجعلها من أساسيات الحياة الزوجية، حيث أنّ المسلم يكرّم زوجته في كلّ وقتٍ وحين، فخير الناس في الإسلام هو خير الناس لأهله والله ورسوله أعلم.

حكم المشاركة في الاحتفالات السنوية

إنّ حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي، يشابه ما قاله أهل العلم في حكم مشاركة المسلمين في الاحتفالات السنوية، والأيّام العالمية المخصوصة، فهذه الأيّام هي التي تتكرر في كلّ سنة هي أعيادٌ وأيّامٌ محدثة مبتدعة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “إِيَّاكُمْ ومُحدَثاتِ الأمورِ، فإنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالَةٍ في النَّارِ”. فالواجب على المسلم اتباع الكتاب والسنة، ومن أحدث في يومٍ مبتدع وشارك فيه فإنّه يشابه فعل اليهود والنصارى لأنّ هذه الأيّام من ابتكارهم، والخلاصة في الحكم أنّه لا يجوز للمسلم المشاركة في هذه الأيّام لا من قريب ولا من بعيد والله أعلم.

مكانة المرأة في الإسلام

ببيان حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي، لا بدّ من توضيح وبيان مكانة المرأة في الإسلام، فالإسلام أنصف المرأة ورفع مكانتها، وأزال الظلم عنها، وأعطاها كافّة حقوقها، فكانت المرأة في الإسلام أمًّا كريمة وزوجة كريمة، وبنتًا مرحومة، يُنفق عليها ويُحسن إليها، حتى تتزوج فيُنفق عليها وتُحسن عشرتها بمعناها الواسع والكبير، ويُمنع الاعتداء على المرأة، وللمرأة حقّ التملك والبيع والشراء والتعلم والتعليم، وكان لها حقّ الفراق عن زوجها  إن لم يعاملها بالخير، وظلمها وأساء عشرتها، ونهى عن ضرب المرأة من غير مسوغٍ ولو كان مسوغًا فالضرب غير المبرح، وقد وردت الكثير من الأحاديث الشريفة التي تحثّ المسلمين على الإحسان للنساء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ”. والله ورسوله أعلم.

بهذا نصل إلى ختام المقال الخاص بحكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي يعرف بيوم المرأة العالمي ، وذكرنا عدة أحكام شرعية في حكم مشاركة المسلمين في الأعياد الدولية ، وحكم تكريم الزوجة في يوم المرأة ، وختم ببيان مكانة المرأة في الإسلام.