فلم 200 متر يجسد معاناة جدار الفصل العنصري ويحصد جوائز - المرساة

فلم 200 متر يجسد معاناة جدار الفصل العنصري ويحصد جوائز

جوجل بلس

اختار الكاتب والمخرج الفلسطيني الشاب ، أمين نايفة ، في فيلمه الطويل “200 متر” تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين من جدار الفصل العنصري ، من تجربة مريرة عاشها في طفولته ، والتي ما زالت آلامها تسجل في ذاكرته.

بطل الفيلم الروائي مصطفى ، الذي يعيش في الضفة الغربية ، يرفض الحصول على بطاقة هوية إسرائيلية ، بصفته عربيًا يبلغ من العمر 48 عامًا ، لتحمل عبء رحلة شاقة وطويلة يوميًا تقريبًا إلى الحاجز الحدودي الإسرائيلي. حيث تعيش زوجته وأولاده على الجانب الآخر رغم أن المسافة بين الزوجين لا تتجاوز 200 متر.

قام ببطولة الفيلم الممثل الفلسطيني علي سليمان الذي لعب دور شخصية “مصطفى” البطل الرئيسي ، فيما لعبت الممثلة الفلسطينية لنا زريق دور زوجته سلوى التي تعيش بدورها صراعا داخليا بين حبها لها كزوج ومحاسبته أمام الشتات لرفضه القاطع الحصول على الهوية الإسرائيلية ، وهي واحدة من “العرب الـ 48”.

وتقول سلوى – في حوار متشنج مع زوجها في أحد مشاهد الفيلم – “لك الحق لأنك أتيحت لك فرصة الحصول على هوية إسرائيلية لكنك رفضت”.

غرض الفيلم – الذي عُرض مؤخرًا في مهرجان قرطاج السينمائي بالعاصمة التونسية – في قلب المعاناة والعذاب اليومي للفلسطينيين ، بعد أن فرض جدار الفصل العنصري عليهم حياة الشتات ، كما جسد حياة المخرج السينمائي أمين نايفة بداية من طفولته وحرمانه من رؤية والدته وجدته.

بأسلوب فني مبهر وعلاج درامي بسيط ، يتحول مخرج الفيلم من خلال شخصياته من حالة نفسية إلى أخرى تجعل المشاهد يشعر بالانجذاب إلى أبطاله ويتضامن معهم ويختبر آلامهم ومعاناتهم. النكسات. ما يواجهه مواطن من دولة أخرى عند الانتقال من بلدة إلى أخرى هو مغامرة محفوفة بالمخاطر لأي فلسطيني يحاول عبور الحدود بين مدينتين يفصل بينهما جدار إسمنتي.

قام ببطولة الفيلم الممثل الفلسطيني علي سليمان الذي لعب دور شخصية “مصطفى” البطل الرئيسي ، فيما لعبت الممثلة الفلسطينية لنا زريق دور زوجته سلوى التي تعيش بدورها صراعا داخليا بين حبها لها. وتحميله مسؤولية الاغتراب لرفضه القاطع الحصول على الهوية الإسرائيلية ، التي تعد واحدة من “العرب الـ 48”.

لم يتجاهل المخرج الخوض في سجل شبكة العمال الفلسطينيين المهربين من الضفة الغربية إلى إسرائيل ، والصعوبات التي يواجهونها في كسب لقمة العيش ، حتى عندما يدخلون بانتظام عبر الحاجز الحدودي.

وقال نايفة للجزيرة نت إن فيلمه استغرق نحو 7 سنوات من العمل ليتحول من فكرة مغامرة إلى صوت وصورة وثقت خلالها معاناتها الشخصية ومأساة عائلتها التي ما زالت مشتتة بواسطة جدار الفصل العنصري.

ولا تزال والدة هذا المخرج الشاب مقيمة في قرية عرعرة في الجانب الإسرائيلي ، بينما يسكن في قرية طولكرم بالضفة الغربية ، لذلك يضطر مثل غيره من الناس في بلاده لتحمل مصاعب الانتظار عند المعبر الحدودي الإسرائيلي.

يروي نايفة بحرقة  كيف ماتت جدته الذي مُنع من رؤيتها بسبب الجدار ، وكيف تلقى منها أخبارًا صادمة أثناء انتظارها في طابور عند الحاجز الحدودي.

أشاد النقاد والجماهير بفيلم “200 متر”. كما حصد عشرات الجوائز الدولية في أكثر من مهرجان ، منها جائزة الجمهور في مهرجان البندقية السينمائي الدولي وخمس جوائز في نفس الوقت في مهرجان الجونة في مصر.

وكان فلم عزة مونامور قد عرض قبل أسابيع وحصد على مهرجان القاهرة السينمائي ويجسد فلم غزة مونامور الواقع المرير لسكان قطاع غزة والحب كملاذ نهائي في ظل الظروف الإنسانية المعقدة.