أفادت الإحصاءات الواردة من عدة دول مثل أستراليا وجنوب إفريقا وهونغ كونج وبعض دول أمريكا الجنوبية بأن عدد الإصابات بفيروس الإنفلونزا الموسي قد شاهد انخفاضا غير مسبوق بعد تفشي فيروس كورونا.
يرجع العلماء والمختصين في تحليل البيانات الطبية بأن هناك العديد من الأسباب وراء هذا الإنخفاض؛ فالإجراءات الصحية المتبعة في المجتمعات بعد تفشي كورونا كإرتداء الكمامات والتباعد الإجتماعي قد يكون وراء إنخفاض الإصابة بفيروس الإنفلونزا الموسيمي وقد يكون الأمر مرتبطا بخشية المصابين بالإنفلونزا بالتوجه إلى المرافق الصحية في ظل جائحة كورونا.
ويسعى العلماء منذ الثمانينات بإنتاج لقاح لفيروس الإنفلونزا الموسمي الذي يعتبر فيروسا متحورا قادرا على إعادة تشكيل نفسه وتفادي فاعلية المضادات الحيوية، إلا أن العلماء قد وجدو رأس بروتين الفيروس قادرا على تشكيل مناعة ضد المضادات الحيوية على خلاف جذر الفيروس الذي يعيد تكرار نفسه في أغلب سلالات الإنفلونزا. ويسعى العلماء حاليا إلى إيجاد لقاح شامل يعتمد على محاولة استهداف جذر الفيروس بدلا من رأسه البروتيني وسيكون اللقاح قادرا على التعامل مع كل فيروسات الإنفلونزا من نوع “أ” وهي الفيروسات التي تصيب البشر غير أن العلاج لن يكون قادرا على تشكيل مناعة ضد فيروس إنفلونزا “ب” الذي يصيب الحيوانات والطيور والذي قد يتحور ليصيب البشر كما حدث مع فيروس إنفلونزا الطيور والخنازير.
ويذكر أن الفيروس بدأ بإصابة البشر مع تحولهم للمجتمعات الزراعية قبل حوالي 12.000 سنة وأن الفيروس انتشر في العالم القديم ولم ينتشر لمناطق الأمريكيتين إلى بعد الغزو الأوروبي الذي جلب فيروس الإنفلونزا وأمراض أخرى كالملاريا والجدري.
