ما هي السورة التي بسببها اسلم عمر بن الخطاب - المرساة

ما هي السورة التي بسببها اسلم عمر بن الخطاب

جوجل بلس

ماهي السورة التي بسببها اسلم عمر بن الخطاب سؤالٌ سنجيب عنه في مقالنا هذا، حيث إن الكثير من الصّحابة الكرام والرّجال السّابقين إلى الإسلام قد دخلوا الإسلام بعدما سمعوا آيات الذّكر الحكيم قبل أن يروا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولانت قلوبهم بعد سماع كلام الله تعالى وانجلت بعذوبته وإعجازه فزال عنها حاجب الكفر والشّرك، وعبر المقال التالي سنتعرّف على السّورة الكريمة الّتي كانت سببًا في أن يُسلم الصّحابيّ الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.

تعريف بعمر بن الخطاب

هو الصّحابيّ الجليل عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وقد كان يُنسب إلى عديّ فيُقال عدويّ، ولقد كان عمر بن الخطّاب شريفًا من أشراف قريش وساداتها، ولقد ولد عمر بن الخطاب في العام الأربعين قبل الهجرة المباركة، وقد نشأ نشأةً صعبةً وقاسية، لكنّ كان في شبابه من أبطال قريش وأقوى فرسانها، حيث تعلّم الفروسية والقتال، وكان ذي منزلةٍ رفيعةٍ بين القبائل القريشيّة، وقد اُشتهر بفصاحته وروايته للشّعر وشخصيته القويّة وهيبته ووقاره، وكان يدافع عن دين أجداده بكّل قوّته قبل أن يُعلن إسلامه بعد قراءة سورةٍ من سور القرآن الكريم.

ماهي السورة التي بسببها اسلم عمر بن الخطاب

سورة طه هي السّورة الّتي كانت سببًا في إسلام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فقد كان إسلام عمر بن الخطّاب فتحًا للمسلمين، ولقد أعّزّ الله تعالى المسلمين بدخول عمر بن الخطاب دين التّوحيد الحنيف، وحسب الرّوايات الّتي جاءت في إسلام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّه عزم على قتل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لينهي ما بدأه، فتوشّح سيفه وخرج وهدفه أن يصل إلى دار الأرقم ليقتله أمام أصحابه، فخرج وواجه أحد المسلمين الّذين لم يعلنوا إسلامهم، فسأله الصّحابي عن وجهته فأخبره عمر، فخشي الصّحابيّ على رسول الله، فأخبره بأن أذهب إلى دار أختك وانظر في أمرها وزوجها فقد أسلما، فغضب عمر غضبًا شديدًا، وذهب إلى أخته ودخل بيتها فضربها وضرب زوجها، وأخذ منهما صحيفةً كُتبت عليها آياتٌ من سورة طه، فسأل أخته عنها، فأمرته بأن يغتسل ثمّ يقرأها، فاغتسل وقرأ الآيات، فرقّ قلبه وذهب غضبه، وامتلأ قلبه بالإيمان بأنّ هذا الكلام هو كلام الله تعالى وليس بكلام بشر، فتوجّه إلى دار الأرقم يبتغي الإسلام وأن يشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا عبده ورسوله.

ما السنة التي أسلم فيها عمر بن الخطاب

قد أسلم الصّحابيّ الجليل عمر بن الخطّاب في السّنة السّادسة للبعثة الشّريفة، وقد تعرّض الكفرة والمشركون بإسلامه لضربةٍ قاسيةٍ وكبيرة، خاصّةً أنّه أسلم بعدما أسلم حمزة بن عبد المطّلب قبله بفترة، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو دائمًا فيقول: “اللَّهُمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحَبِّ الرجُلَيْنِ إليكَ، بأبي جَهلٍ، أو بعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ. فكان أحبَّهما إلى اللهِ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ”. وفرح المسلمون كثيرًا بإسلام خيرة شباب قريشٍ وخيرة رجالها وأقوى فرسانها وبطلًا من أبطالها، ويوم أسلم رفض أن يُخفي إسلامه وأقنع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يُصلّوا عند الكعبة المباركة، فلقّبه رسول الله بالفاروق، حيث فرّق بين الحقّ والباطل.

نبذة عن سورة طه

سورة طه هي إحدى سورة القرآن الكريم العظيمة الّتي تُفتتح بالحروف المقطّعة، وهي من السّور الّتي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة، وقد بلغ عدد آياتها مائةٌ وخمسٌ وثلاثون آية، سمّيت بسورة طه وسورة موسى لأنّ معظم آياتها تحدّثت عن قصّة موسى عليه السّلام وقومه، كما أنّها من السّور الّتي لها العديد من الفضائل والّتي ورد ذكرها في الحديث النّبويّ الشّريف، ومنها نذكر قوله صلّى الله عليه وسلّم: “اسْمُ اللهِ الأعْظَمُ الذي إذا دُعِيَ بهِ أجابَ؛ في ثلاثِ سُوَرٍ من القُرآنِ: في (البَقرةِ) و(آلِ عِمْرانَ)، و(طه)”. ومن فضائل هذه السّورة أيضًا أنّها كانت سببًا في إسلام الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه، والله أعلم.

أثر القرآن الكريم في النفوس

بمعرفة ما هي السورة التي بسببها اسلم عمر بن الخطاب، فإنّ أهل العلم من المفسّرين وغيرهم ذكروا أنّ للقرآن الكريم الكثير من الآثار الإعجازية، ومنها التأثير في القلوب والنفوس، فللقرآن أثرٌ عجيبٌ على النفوس وسلطانٌ قوي على القلوب، وهو الذي يخاطب الفطرة السليمة، حتّى أنّ أثره يصل إلى اللذين لا يفهمون العربية، حتّى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان من أكثر الناس تأثّرًا بالقرآن الكريم، وقد ذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “قالَ لي النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: فإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيرِي، فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، قالَ: أمْسِكْ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ”.

وقد قال تعالى في محكم تنزيله: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.  وهي تصف حال الأقوام الذين سمعوا القرآن من غير المسلمين من اليهود والنصارى ثمّ أسلموا، حتّى أنّ الجنّ كانوا يسمعون القرآن فيؤمنوا بالله وقد ذُكر ذلك في سورة الجن، حتّى الجبال والجماد تتأثر وتخشع بالقرآن الكريم والله ورسوله أعلم.

وها نحن نصل إلى خاتمة مقالنا ماهي السورة التي بسببها اسلم عمر بن الخطاب، ، حيث تعرفنا على الصحابي الجليل عمر بن الخطاب وقصة إسلامه ، وقد ذكرنا نبذة مختصرة عن سورة طه.