متى توفي ابو هريره - المرساة

متى توفي ابو هريره

جوجل بلس

متى توفي ابو هريره ؟ من الأسئلة التي تطرأ على المسلمين ، وخاصة المهتمين بمعرفة الحديث النبوي الشريف ، عند البحث عن عدد الأحاديث التي رواها الصحابي الجليل الذي اتسم بكثرة روايته للحديث ، وكان أبو هريرة غزير العلم وغزير المعرفة بسبب كثرة تمسكه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وقد روى الحديث عن النبي وعن كثير من الصحابة ، وروى عنه المئات من الصحابة والتابعين ، وسينوضح من خلال المقال التالي متى وأين مات أبو هريرة رضي الله عنه.

صحابة رسول الله

قبل الاطّلاع على متى توفي ابو هريره لا بدّ من الإشارة إلى الصحابة الكرام رضوان الله عنهم أجمعون، فالصّحابة هم المسلمون الذين دخلوا الإسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورافقوا النبي في حياته، فلقوه مؤمنين مسلمين وماتوا على دين الإسلام، وتعرف الصحبة أنّها الملازمة والمرافقة في اللغة، فقد رافق الصحابة الكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته بعد بعثته، وقدّموا له العون في الدعوة الإسلامية، ودافعوا عنه وذادوا، وهم الذين تولّوا الحكم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وهم خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين والله ورسوله أعلم.

متى توفي ابو هريره

اختلف أهل العلم في وقت وفاة ابو هريره رضي الله عنه، وجاء ذلك منهم على أقوال فقيل إنه توفّي في سنة سبعٍ وخمسين، وقيل في ثمانٍ وخمسين، وقيل في تسعٍ وخمسين، والراجح في القول أنّ ابو هريرة رضي الله عنه توفي سنة سبعٍ وخمسين، وذلك كان عن عمرٍ يناهز الثمان وسبعين سنة، حيث عاش الصحابي الجليل أبو هريرة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ستًّا وأربعين سنة قضاها يخدم الإسلام والمسلمين، وقد روى نافع مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهم قال: “كُنْتَ مع ابنِ عُمرَ في جنازةِ أبي هريرةَ، فبقيَ يُكثرُ التَّرَحُّمَ عليهِ، ويقولُ: كان مِمَّنْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على المسلمينَ”.  وقد كان أبو هريرة داعيًا للإسلام معلّمًا للقرآن في حياته.

أين توفي أبو هريره

توفي ابو هريره رضي الله عنه في سنة سبعٍ وخمسين للهجرة بعد أن بلغ من العمر ثمانيةٍ وسبعين عامًا، وكانت وفاته في المدينة المنوّرة، وقد حضر جنازته الكثير من الصحابة الكرام، ومنهم عبد اللهم بن عمر وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما، وقد كان ابن عمر كما ورد في الأثر يسير أمام جنازته ويكثر من الترحم عليه، وقد دُفن الصحابي الجليل أبو هريرة في البقيع والله ورسوله أعلم.

قصة وفاة أبو هريرة

كان الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه شديد الخوف من الله سبحانه وتعالى، وقد كان كثير الاستعاذة من الناس في أول النهار وآخر النهار، وقد روى يحيى بن كثير في الأثر قال: “أنَّ أبَا هُريرةَ بَكى في مرضِهِ فقيلَ لهُ ما يُبكيكَ قال أما إنِّي لا أبكي على دنياكُم هذِه ولَكن أبكي على بُعدِ سفَري وقلَّةِ زادي وإنِّي أمْسَيتُ في صعودٍ مهبطة على جنَّةٍ ونارٍ لا أدري إلى أيِّهِما يؤخَذُ بي”. وقد روى أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما قال: “دخلتُ على أبي هريرةَ وهو شديدُ الوجعِ فاحتضنتُه فقلتُ: اللَّهمَّ اشفِ أبا هريرةَ، فقال: اللَّهمَّ لا تُرجِعْها قالها مرتان ثمَّ قال: إن استطعتَ أن تموتَ فمُتْ، واللهِ الَّذي نفسُ أبي هريرةَ بيدِه ليأتيَنَّ على النَّاسِ زمانٌ يمُرُّ الرَّجلُ على قبرِ أخيه فيتمنَّى أنَّه صاحبُه”. ومما قاله أبو هريرة عندما نزل به الموت: “لا تَضرِبوا عليَّ فِسطاطًا ولا تتَّبِعُوني بمِجمَرٍ وأَسرِعوا بي فإنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إذا وُضِعَ الرجُلُ الصالِحُ على سَريرِه قال قدِّموني قدِّموني وإذا وُضِع الرجُلُ السُّوءُ على سَريرِه قال يا وَيلَه أينَ تَذهَبونَ بي”.

نبذه عن حياة أبي هريرة

بمعرفة متى توفي ابو هريره رضي الله عنه فمن المهم تقديم نبذة كاملة عن حياته، فهو الصحابي الجليل أبو هريرة الذي كان اسمه قبل الإسلام عبد شمس، فسماه النبي عبد الرحمن فهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي من قبيلة دوس اليمنية، وكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم أبو هريرة لأنه كان يضع الهرة في كمّه ويعتني بها، توفي في المدينة المنورة ودفن فيها.

إسلام أبو هريرة

ولد أبو هريرة رضي الله عنه في دوس اليمنية، وقد أسلم رضي الله عنه وهاجر إلى المدينة وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة، وكان مع نفرٍ من قومه الذين قدموا من دوس إلى المدينة يوم خيبر، حيث قدم أبو هريرة رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر في السنة السابعة من الهجرة، وأعلن إسلامه، وشهد خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم.

صفات أبو هريرة

كان أبو هريرة شديد التعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد الملازمة له، يحبّه ويخدمه ويحفظ كلامه، وكان مُحبًّا للعلم مقبلًا عليه، فقد كان فقيهًا راويا محدثًا، وقد كان مفتيًا حافظًا، وقد هاجر رضي الله عنه فقيرًا وعاش فقيرًا فلم يكن يتفرّغ لطلب الرزق، حيث كان كثير طلب العلم وكثير العبادة، فمن صفاته الورع والتقى وكثرة العبادة والذكر، ويشهد له الناس برّه بأمّه حتى أنّه كان يهمّه أنّها لم تسلم ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم لها بالهداية حتّى أسلمت، وقد اتّصف أبو هريرة جسديًا بأنّه رجلٌ ذا هيبةٍ ووقار، وهو عريض المنكبين، بأسنانٍ مفروقة، وبشرةٌ مُسمرّة من أشعة الشمس، وكان يضفر شعره بضفيرتين، ويحنّي لحيته، ويحفّ شاربه.

علم أبي هريرة

بعدما أسلم أبو هريرة رضي الله عنه لزم النبي صلى الله عليه وسلم رغبةً بالعلم، فكانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يدور معه حيث دار، وهو من أحفظ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحضر معه ما لا يحضر سائر الأنصار والمهاجرين، فقد اشتغل المهاجرون بالتجارة، والأنصار بحوائجهم، وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعلمه وبحرصه على العلم، وقد احتجّ الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على أبي هريرة لكثرة روايته للحديث، فأخبرهم أنّه كان بدور معه حتّى مات يدور حيث يدور يخدمه ويغزو معه ويحجّ معه ويصلّي معه، وكان من أكثر الصحابة لزومًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ الكثير من العلم منه.

رواية أبو هريرة للحديث

روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم الكثير الطيب المبارك، وقد كانت أحاديثه بالآلاف كما ورد، وروى أبا هريرة عن الكثير من كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وأبي بن كعب وأسامة بن زيد وعائشة أمّ المؤمنين، والفضل رضي الله عنهم أجمعين، وروى عنه خلقٌ كثير من الصحابة والتابعين، حتى قيل إن عدد من رووا عنه زاد عن ثمان مائة صحابي وتابعي، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: “إن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا تَسألُني مِن هذه الغَنائمِ التي يَسألُني أصحابُكَ؟ قُلتُ: أسألُكَ أنْ تُعلِّمَني ممَّا عَلَّمَكَ اللهُ. فنزَعَ نَمِرةً كانتْ على ظَهري، فبسَطَها بيْني وبيْنَه، حتى كأنِّي أنظُرُ إلى النَّملِ يَدُبُّ عليها، فحَدَّثَني حتى إذا استَوعَبتُ حَديثَه، قال: اجمَعْها، فصُرْها إليك. فأصبَحتُ لا أُسقِطُ حَرفًا ممَّا حَدَّثَني”.  فاتفق البخاري ومسلم على ثلاث مائة وستة وعشرين حديثًا لأبي هريرة، وانفرد البخاري بثلاثةٍ وتسعين، ومسلم بثمانية وتسعين والله ورسوله أعلم.

بهذا نختتم المقال متى توفي أبو هريرة رضي الله عنه ، والذي دل على زمان ومكان وفاة الصحابي العظيم ، وقدم لمحة عامة عن حياته منذ إسلامه حتى وفاته ، و تسليط الضوء على علم أبي هريرة وروايته للحديث