من هم الانصار في عهد الرسول - المرساة

من هم الانصار في عهد الرسول

جوجل بلس

من هم الانصار في عهد الرسول ، هذا هو السؤال الذي سيتم توضيحه والإجابة عليه في هذه المقالة ، يسمع الكثير من المسلمين عن مصلح الأنصار الذي يقترن بمصطلح مهاجرون ، منذ أن بدأ الدين الإسلامي في مكة المكرمة عندما جاء الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء ، وقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلم مع المسلمين بعد أن اضطهدهم المشركون بمكة ، ومن خلال المقال التالي سيتمّ بيان من هم الأنصار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

من هم المهاجرين في عهد الرسول

قبل التعرف على من هم الانصار في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لا بدّ من التعرف على المهاجرين في البداية، فالمهاجرون هم الصحابة والمسلمون الذين أسلموا في مكّة المكرّمة قبل فتح مكّة، وهاجروا مع رسلو الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في الهجرة المعروفة، وقد ضيّقت عليهم قريش وآذتهم، حتّى اضطروا لترك أموالهم وأراضيهم وبيوتهم خارجين من مكّة متوجهين للمدينة المنورة يثرب بعد ما أذن الله سبحانه وتعالى لهم، فخرجوا ابتغاء مرضاة الله.

من هم الانصار في عهد الرسول

إنّ الانصار في عهد الرسول هم المسلمون الذين دخلوا الإسلام في المدينة المنورة قبل الهجرة واستقبلوا المسلمين المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الهجرة، وهم الذين آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم وبين المهاجرين، فقاسموهم أموالهم وبيوتهم وأرزاقهم، وقد عدّهم النبي صلى الله عليه وسلم أفضل البشر في الأمّة بعد الأنبياء والمرسلين، وذلك لأنّهم أحبّوا الله وأحبوا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولأنّهم عظّموا الإسلام وشعائره، ونصروه ودافعوا عنه وضحّوا بكلّ شيءٍ في سبيله.

نسب الأنصار

إنّ ما تم بيانه سابقًا من هم الانصار، وسيتمّ التعرف بذلك على نسب الأنصار الذين كانوا في أصلهم ينقسمون قبل الإسلام لقبيلتي الأوس والخزرج، وهما قبيلتان من قبائل مازن بن الأزد، والذين اتخذوا المدينة المنورة مسكنًا لهم، وقد عُرفوا أنّهم الأنصار لأنّهم نصروا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروا الدين بالإسلامي، وقبيلة الأوس منهم هم بنو الأوس بن الحارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، والخزرج هم بنو الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن مازن بن الأزد، ويقال لهم بنو قيلة نسبةً لأمهم قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو بن عامر بن ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد والله أعلم.

من مواقف الأنصار في عهد النبي

إنّ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتحلّون بكلّ الصفات التي تجعلهم مؤهلين للاختيار الرباني ليكونوا حملة رسالة الإسلام الرسالة السماوية الأخيرة التي أرسلت للأرض، وكان الأنصار قد امتازا بالكثير من المواقف النبيلة التي من المهم الوقوف عندها والحديث عنها ومنها:

موقف الأنصار من غزوة بدر

في أول اختبار حقيقي لعزيمة المسلمين وخاصة الانصار كانت معركة بدر، حيث كانوا قد عقدوا بيعة العقبة التي تنص على حمايتهم للنبي صلى الله عليه وسلم داخل المدينة ولم تكن لخروجهم معه للحرب، لكنهم أجابوه عندما استشارهم للحرب على لسان سعد بن معاذ رضي الله عنه سيد الأنصار: “قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصُبْرٌ في الحرب، صُدْقٌ في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله”.

موقف الأنصار في غزوة حنين

في ختام غزوة حنين أفاء الله على نبيّه صلى الله عليه وسلم وفرّق الخير على الناس، من القبائل وقريش، ولم يكن قد أعطى للأنصار منها أمرًا حتّى وجدوا في أنفسهم، فأخبروه بذلك، فجمعهم النبي صلى الله عليه وسلم، وخطب فيهم قائلًا: “أوجَدْتُم عليَّ يا مَعشَرَ الأنصارِ في أنفسِكم في لُعَاعةٍ مِن الدُّنيا، تألَّفْتُ بها قومًا ليُسلِموا، ووكَلْتُكم إلى إسلامِكم؟ ألَا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنصارِ أن يَذهَبَ الناسُ بالشاءِ والبعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ إلى رحالِكم؟! فوالذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ، لَمَا تنقلِبون به خيرٌ ممَّا ينقلِبون به، ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأً مِن الأنصارِ، ولو سلَك الناسُ شِعْبًا وواديًا، وسلَكتِ الأنصارُ شِعْبًا وواديًا، لسلَكْتُ شِعْبَ الأنصارِ وواديَها، الأنصارُ شِعارٌ، والناسُ دِثارٌ، اللهمَّ ارحَمِ الأنصارَ، وأبناءَ الأنصارِ، وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ، قال: فبكى القومُ حتى أخضَلُوا لِحاهم”.

فضل ومكانة الأنصار

كذلك أن الخوض في من هم الانصار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يدفع للتّعرف على فضل ومكانة الأنصار، حيث نال الأنصار منزلةً عالية في الإسلام وامتدحهم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. وقد قال تعالى في سورة الحشر: {مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. وكانوا أحبّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دعا لهم ولأبنائهم ولذريّتهم جميعًا، فهم من نصر النبي صلى الله عليه وسلم ونصر الإسلام.

صحابة من الأنصار

إنّ الأنصار هم أهل المدينة من المسلمين الذين استقبلوا النبي صلى الله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة، ولعلّ من أشهر الأنصار: “أبو أيوب الأنصـاري، وسعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأسيد بن حضير، والبراء بن معرور، وأسعد بن زرارة، وأنس بن النضر، وأنس بن مالك، وحسان بن ثابت، وعبد الله بن عمرو بن حرام وابنه جابر بن عبد الله، رضي الله عنهم أجمعين” وغيرهم كثير، وكان للأنصـار الكثير من الأسياد، وأشهر من لقّب فيهم سيدًا للأنصـار أربعًا وهم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة، وأبيّ بن كعب، والبراء بن معرور رضي الله عنهم، والله ورسوله أعلم.

بهذا نختتم مقال من هم الأنصار في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والذي عرّفنا بالمهاجرين والأنصار معًا، كما بيّن فضل الأنصار، وذكر نسبهم وبعض المواقف المشرفة للأنصار في عهد النبي، ووضّح المقال مكانة الأنصار وذكر بعض أشهر الصحابة الكرام من الأنصار.