من هو زوج حفصة رضي الله عنها قبل أن تتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم - المرساة

من هو زوج حفصة رضي الله عنها قبل أن تتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم

جوجل بلس

من هو زوج حفصة رضي الله عنها قبل أن تتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الموضوع الذي سيتم مناقشته في هذه المقالة ، ومن معلوم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تزوج كثير من النساء ، وكلهن أرامل ما عدا عائشة رضي الله عنها التي كانت عذراء ، وأمّا الباقيات من أمّهات المؤمنين فكان لهنّ أزواجٌ قبل رسول الله، وموقع المرجع سيعرّفنا بالصّحابي الجليل الّذي كان متزوّجًا بحفصة رضي الله عنها قبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

التعريف بحفصة زوجة الرسول

هي أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عدي بن كعب بن لؤي، ولدت لأمّها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب، ولدت قبل البعثة الشّريفة بخمس سنواتٍ أي قبل الهجرة المباركة بثمانية عشر عامًا، أسلمت في العهد المكّيّ بعد أن تزوّجت، وهاجرت للحبشة مع زوجها رضي الله عنها في الهجرة الأولى، ثمّ هاجرت إلى المدينة المنوّرة مع من هاجر من المسلمين، وهي رضي الله عنها رابع زوجات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كانت شديدة الغيرة من نساء رسول الله، كما كانت نساء رسول الله يغرن منها أيضًا، والله أعلم.

من هو زوج حفصة رضي الله عنها قبل أن تتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم

هو الصّحابيّ الجليل خُنيس بن حذافة السّهميّ رضي الله عنه وأرضاه، كان من السّابقين إلى الإسلام، فقد أسلم في بداية الدّعوة الإسلاميّة قبل أن يدخل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دار الأرقم، وقد أسلم هو وزوجته حفصة رضي الله عنهما، وقد ولد في مكّة المكرّمة وهاجر مع زوجته أمّ المؤمنين رضي الله عنها حفصة إلى الحبشة مع القافلة الّتي كانت تتألّف من اثني عشر رجلًا وأربع نسوةٍ بقيادة عثمان بن عفان، ومن ثمّ عاد إلى مكّة المكرمة رضي الله عنه، وهاجر مع المسلمين إلى المدينة المنوّرة لمّا أذن الله تعالى للمسلمين بالهجرة إلى يثرب، وبعد الهجرة نزل خنيس رضي الله عنه في بيت رفاعة بن عبد المنذر، وآخى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بينه وبين أبي عبس بن جبر، وقد شارك مع رسول الله وأصحابه الكرام غزوتي بدرٍ وأحد، فكان مع طلائع المدافعين والحامين لحما الدّين الإسلاميّ الحنيف ضدّ المشركين والمعادين للدّين الإسلاميّ الحنيف، وقد توفّي هذا الصّحابيّ الجليل بعد أن شهد بدرًا متأثّرًا بجراحه وإصاباته، وكان ذلك في السّنة الثّالثة للهجرة المباركة، وقد دُفن في البقيع.

قصة زواج حفصة بالنبي

بعدما توفّي الصّحابي ّالجليل خُنيس بن حذافة السّهميّ رضي الله عنه، رقّ قلب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لحال ابنته الأرملة حفصة رضي الله عنها، فبحث عن الرّجل الصّالح الّذي يقبل بأن ينكحها ويتزوّجها على سنّة الله تعالى ورسوله، فعرض ذلك على عثمان بن عفّان رضي الله عنه فسأله أن يتزوّج ابنته حفصة، فاستمله بعض الليالي ليفكّر بالأمر، وبعد أيّامٍ أخبره برفضه للزّواج في هذا الوقت، ومن ثمّ عرض أمر ابنته على أبو بكرٍ الصّديق فاستمهله أيضًا ولم يعطه خبرًا ففهم رفضه للأمر، ومن ثمّ جاء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فخطبها من أبيها وتزوّجها، وكان ذلك في العام الثّالث للهجرة المباركة، فجاء أبو بكرٍ الصدّيق وأخبر عمر بن الخطّاب بأنّه لم يرفض الزواج بابنته إلّا لأنّه سمع من رسول الله أنّه يودّ خطبتها، وقال له لو أنّ النّبيّ لم يتزوجها لقبلها هو رضي الله عنه وأرضاه.

غيرة حفصة على رسول الله

عُرفت السّيدة حفصة رضي الله عنها بغيرتها الشّديدة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من نسائه الأخريات، وكانت لها العديد من المواقف الّتي تُظهر غيرتها الشّديدة، ومنها أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أصاب جاريته ماريّة القبطيّة في بيت حفصة، فلمّا علمت حفصة غضبت وقالت في يومي وفي بيتي وعلى فراشي، وأراد رسول الله أن يرضيها فأقسم على ألّا يمس الجارية أبدًا، فنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. فرجع رسول الله عن يمينه، وعاد ليصيب جاريته مارية القبطيّة، كما كانت تغار من السّيدة عائشة والسيدة صفية والسّيدة سودة رضي الله عنهنّ وسائر نساء النّبي، والله أعلم.

حياة حفصة بعد وفاة الرسول

بعد أن توفّي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لزمت السّيدة صفية رضي الله عنها بيتها ولم تخرج منه إطلاقًا إلّا إن كانت لها حاجةٌ أو ضرورة، وقد كان الصّحابة يستفتونها في العديد من الأمور، وكانت تلازم السّيدة عائشة رضي الله عنها أيضًا، وكانتا يدًا واحدةً في جميع الأحوال والظّروف، وكادت أن تخرج مع السّيدة عائشة للبصرة بعدما قتل الخوارج عثمان بن عفّان رضي الله عنه، لكنّ أخاها عبد الله بن عمر رضي الله عنه منعها من ذلك فعادت إلى بيتها ولازمته وبعث للسيدة عائشة رضي الله عنها تخبرها بعدم خروجها لأنّ أخاها قد منعها وأمرها بالقعود في منزلها، فامتثلت لأمره وردّت السيدة عائشة بأن يغفر الله تعالى لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأرضاهما، وقد لازمت السّيدة حفصة بيتها حتى وافتها المنية والله أعلم.

رواية حفصة للحديث الشريف

روت السيدة حفصة رضي الله عنها عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعن أبيها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ستين حديثًا، وذُكر ذلك في كتاب بقي ّبن مخلد، حيث روى منها البخاريّ ومسلم ثلاثةً اتّفقا عليها، أمّا مسلم فقد انفرد بستّة أحاديث منها، وقد روى عنها العديد من الصّحابة الكرام والتّابعين رضوان الله عليهم، ومنهم أخوها عبد الله بن عمر وابن أخيها حمزة بن عبد الله وحارثة بن وهب وغيرهم الكثير، ومن بعض ما روت نذكر:

  • “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يجعلُ يمينَهُ لطعامِهِ وشرابِهِ وثيابِهِ، ويجعلُ شمالَهُ لما سوى ذلِكَ”.
  • “كانَ إذا أرادَ أنْ يرقدَ وضعَ يدَهُ اليمنى تحتَ خدِّهِ ثمَّ يقولُ: اللهمَّ قني عذابَك، يوم تبعثُ عبادكَ (ثلاثَ مراتٍ )”.

وفاة حفصة أم المؤمنين

وقع الخلاف في تاريخ وفاة أمّ المؤمنين حفصة رضي الله عنها وأرضاها فبعض الرّوايات تقول بأنّها قد توفّيت في العام الخامس والأربعين للهجرة المباركة، ومنهم من يقول بأنّها قد توفّيت في المدينة المنوّرة في العام السّادس والثّلاثين للهجرة، والأصح أنّها توفّيت بعدما قُتل عثمان رضي الله عنه في العام الخامس والأربعين والله أعلم.

وها نحن نصل إلى خاتمة مقالنا من هو زوج حفصة رضي الله عنها قبل أن تتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم