هل اليوغا حرام ام حلال - المرساة

هل اليوغا حرام ام حلال

جوجل بلس

هل اليوغا حرام ام حلال ، من الأسئلة الشرعية التي يسعى كثير من المسلمين للحصول على إجابة عليها بالتزامن مع انتشار اليوجا ، أو ما يسمى بالرياضة أو جلسات التأمل ، ونحو ذلك ، وتجدر الإشارة إلى أن الدين الإسلامي يهتم بالإنسان جسدياً وروحياً ، لذا فقد شرع الله تعالى للمسلمين ممارسة الرياضة المشروعة التي لا تحتوي على مخالفات ومحظورات شرعية ، ومن خلال المقال التالي سيتمّ بيان حكم اليوغا في الإسلام، وتقديم الكثير من المعلومات حولها.

مفهوم اليوغا

اليوغا هو مصطلح يشير إلى الكثير من الطقوس والممارسات الروحية والبدنية التي ترجع إلى الحضارات الهندية القديمة، وهي معروفة في الهندوسية، ويشير مصطلح اليوغا إلى طريقة فنية وضوابط مخصصة من التصوف والزهد والتأمل، ويذكر الخبراء أنّه لا يشترط لليوغا أن يكون الشخص معتنقًا لديانة معيّنة، ولا أن يقوم بالتّخلي عن اعتقاده الشخصي، ولليوغا عدّة فروع أساسية منها الهاثا يوجا، وكارما يوجا وراجا يوجا، ولها ناحيتان رئيستان، وهما الناحية الفكرية التي تمثل الإيمان الداخلي الروحي، والناحية العملية، وهي تمثّل مجموعة من التمارين والأوضاع الجسدية والتي يمارس فيها المتأمل تمارين التحكم بالنفس وأمور أخرى، ويدّعي ممارسي اليوغا أنّها تعتمد على ثلاث محاور من الطاقة الجسدية والنفسية والعقلية، وقد نشأت اليوغا من المدارس الأرثوذكسية الهندوسية والبوذية ونحوها، وفيما يأتي سيتمّ معرفة هل اليوغا حرام أم حلال في الإسلام.

هل اليوغا حرام ام حلال

اختلف أهل العلم في حكم ممارسة اليوغا للمسلمين، فقال بعضهم أنّها لا تجوز إطلاقًا، وقال آخرون أنها جائزةٌ بالمطلق، وبعض أهل العلم قالوا بعضها محرّم وبعضها مباح، إلا أنّهم اتّفقوا أنّ اليوغا في الأصل من الديانات الوثنية، كالهندوسية والبوذية، فمن قام من أهل العلم بقول أنّها جائزة بالمطلق، انتزع منها ما يتعلّق بالقلب والإيمان، وأباح الأمور الجسدية منها، أمّا من قال من أهل العلم أنّها ممنوعة فقد منعها لأصلها الوثني الديني، ولأنّها تشبه بعبدة الأوثان، وقد رجّح أهل العلم أنّه لا يجوز ممارسة اليوغا للمسلمين بالمطلق وهو الصواب، سواءً كان يمارسها عن عقيدة، أو عن تقليد أو طلبًا للفائدة المزعومة والمدّعاة والله ورسوله أعلم.

اليوغا رياضة بدنية أم طقوس دينية

في بحث أهل العلم عن هل اليوغا حرام ام حلال فإنّهم قد جمعوا عديد التعريفات لليوغا من المعاجم الهندية، وممّا ورد فيها: “تعني الاتحاد والاتصال بالله، أي الاتحاد بين الجسم والعقل والله، وهي توصل الإنسان إلى المعرفة والحكمة” كذلك قيل فيها: “اتحاد الإنسان مع الروح! وهي الروح الكونية، ويعنون بها ” الله “!! ولذلك فإنه يراد بهذه الرياضة أن تكون مجالاً للجمع بين جميع الديانات” حيث تحتوي اليوغا على تمارين وطقوس معينة، ومنها تمارين “سوريا ناماسكارا” والذي يعني باللغة العربية أنّه السجود بثمانية أعضاء للشمس، وقد حدّد لممارسي اليوغا أنّه من الأفضل أن يكونوا عراةً مستقبلي الشمس بأجسامهم عند الغروب والشروق، وفيها الكثير من الأعمال الوثنية التي تشير لعبادة الشمس، وعلى من يمارس اليوغا أن يكون نباتيًّا، وأن يردد بعض الكلمات الشركية البحتة كلّ يوم، فاليوغا هي عبادةٌ وثنية شركية أكثر بكثير من أن تكون رياضة بدنية ذات فائدة والله أعلم.

أسباب تحريم ممارسة اليوغا

ذهب أكثر أهل العلم في القول الراجح أن اليوغا حرام، وذلك للكثير من الأسباب المنطقية، ولما تحويه من المخالفات الشرعية العظيمة، ومن ذلك ما يأتي:

  • إنّ اليوغا عبارة عن طقوس مستمدّة من عبادة الشمس وهي تمسّ عقيدة التوحيد، وهي شرك صريح بالله سبحانه.
  • إنّ اليوغا ولو فعلها الإنسان دون اعتقادٍ لما تحمله من معانٍ فإنّها تقليدٌ للوثنيين ومشابهةً لهم.
  • إنّ تمارين اليوغا لا تناسب الكثير وهي تؤدي إلى أضرار صحية خطيرة ومضاعفات لا تحمد عقباها.
  • في اليوغا الكثير من إضاعة الوقت، وهي لا ترجع على صاحبها إلا بالأذى والثبور في الحياة الدنيا والعذاب والسخط والعقاب في الآخرة.
  • إنّ اليوغا تمثّل دعوةً للتشبه بالحيوانات بدعوتها للعري وهي نكسة للإسلام والفطرة السليمة وللإنسانية جمعاء.
  • تقوم اليوغا على الكذب والدجل.
  • اليوغا تحوي على الكثير من الغموض الذي لا يتمّ الإفصاح عنه للعوام.

هل الرياضة حرام

إن بيان هل اليوغا حرام يدفع إلى بيان حكم الرياضة بشكلٍ عام في الإسلام، وقد ذكر أهل العلم أنّ الرياضة مطلبٌ شرعي في الإسلام، فمن جمال الدين الإسلامي أنّه دينٌ شمولي، فقد اهتمّ بالإنسان بروحه وبدنه، فقام بتوفير الحاجيات وأسباب السعادة للروح، واهتمّ بعوامل قوّة البدن، فقد دعا الدين الإسلامي إلى أخذ أسباب القوة الجسدية، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ وفي كلٍ خيرٌ”.

فالرياضة من أسباب بناء الجسد وتقويته، وهي مما يعينه على تأدية وظائفه، وتنظّم دورته الدموية، وتقوي عضلاته وتمنع ترهلها، وتقيه من الشوائب والسموم، وهي مما ينمّي أخلاق الفرد وتحسن علاقاته، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين لتعليم أولادهم وتنشئتهم على الرياضة، وقد قال ابن حجر في فتح الباري: “وَفِي اَلْحَدِيثِ مَشْرُوعِيَّة اَلْمُسَابَقَةِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ اَلْعَبَثِ بَلْ مِنْ اَلرِّيَاضَةِ اَلْمَحْمُودَةِ اَلْمُوصِلَةِ إِلَى تَحْصِيل اَلْمَقَاصِد فِي اَلْغَزْوِ وَالانْتِفَاعِ بِهَا عِنْدَ اَلْحَاجَةِ، وَهِيَ دَائِرَةٌ بَيْنَ اَلاسْتِحْبَابِ وَالإِبَاحَةِ بِحَسَبِ اَلْبَاعِث عَلَى ذَلِكَ” والله أعلم.

ضوابط شرعية لممارسة اليوجا

ذكر بعض أهل العلم في مسألة هل اليوغا حرام، أنّه يجوز للمسلم أن يمارس بعض تمارين اليوغا بشروط معيّنة، أهمّها أن يجرّدها من الطقوس والكلمات الوثنية، وخلوّها من التوجه للشمس والانحناء لها، وكذلك مخالفة الترتيب المذكور في تمارين اليوغا والتعديل عليها وإدخال أوضاع جديدة حتى تكون مخالفة للوثنيين، وعدم القيام باليوغا في الأوقات التي يوصي بها الهندوس والبوذيين، فبإذن الله مع التقيد بهذه الضوابط والحذر من الانجرار للانضباط بالتعليمات الخاصة بها يبعدها عن كونها شركًا بالله، والأفضل للمسلم أن يتركها ويبتعد عن الشبهات.

بهذا نختتم مقال هل اليوجا حرام أم حلال ، حيث تم تقديم الكثير من المعلومات المهمة عن اليوجا وأصلها وتعريفها وطبيعتها ، وكذلك حكمها الشرعي وأسباب تحريمها ، وذكر المقال حكم الرياضة في الإسلام، مشيرًا للضوابط الشرعية لممارسة اليوغا.