التشاؤم بمايقع من المرئيات أو المسموعات أو الأيام أو الشهور أو غيرهما هو - المرساة

التشاؤم بمايقع من المرئيات أو المسموعات أو الأيام أو الشهور أو غيرهما هو

جوجل بلس

التشاؤم بمايقع من المرئيات أو المسموعات أو الأيام أو الشهور أو غيرهما هو، حضّ الإسلام العبّادُ على التفاؤل والأمل بوجهِ الله -سُبحانهُ وتعالى- والأخذُ بالأسباب في كل أمر، ونهى عن التشاؤم وفقدانِ الأمل، فالمُسلمُ الحقَ يعقدُ نيّة الخيرِ ويتوكلُ على الله وَحدهُ لا شريكَ لهُ في كل أمر يُريّد، ومن خلالِ المقال التالي سنتعرفُ على ما هو الذي يقعُ من المرئيات أو المسموعات أو الأيام أو الشهور أو غيرهما.

التشاؤم بمايقع من المرئيات أو المسموعات أو الأيام أو الشهور أو غيرهما هو

إنّ التشاؤم بأيّ شيء من تاريخ أو يوم أو رقم أو رؤيّة إنسان أو حيّوان، واعتقادّهُ بأنّ الأشيّاء التي يتشاءم منّها ستتسببُ لهُ بشر أو ضرر تقع تحت مُسمى:

  • التطيّرُ.

وأصلُ كلمةُ التطيّر مأخوذٌ من الطيّر، لأنّ عرب الجاهلية يتشاءمون بطيورٍ إذا رأوها تطير على جهة مخصوصة.

حكم التطير

التطيّرُ منهيٌّ عنّهُ في الإسلام، وهوَ حرامٌ شرعًا، لأنّه يُؤدي إلى خللِ في عقيدةِ المُتطيّرَ، بحيثُ يقصدُ بالتطيّر دفع المقاديّر المكتوبّة، ودفعُ الأذى من غيرِ الطلبِ من الله -سبحانهُ وتعالى-، لذا فمنْ امتنع عن أداء أيُّ شيء من بابِ التطيّر، فإنّه يخشى من أنْ يكونُ قد دخلَ من باب الشرّك، حيثُ أنّه امتنع من التوكلِ على الله -سبحانهُ وتعالى-، وفي حديثِ رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- عن الطيّرة، فإنّهُ يقولُ: (مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ قالوا: يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ قال يقولُ “اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولَا إلهَ غيرُكَ).

الأدلة الشرعية على تحريم التطير

وُردت في كتاب الله سُبحانهُ وتعالى، وسنةُ نبيهُ محمد -صلى الله عليّه وسلم- عدّة آيّات قرآنيّة وأحاديث نبويّة تنهى عن التطيّر، وتعتبرهُ شرك بالله العليّ العظيم إن قُصِدْ به التوكل وإلزام الأمر إلى غيّرهِ سبحانه، ومن الأدلة الشرعيّة ما يأتي:

الأدلة الشرعية من القرآن الكريم على تحريم التطير

وردت أدلة عدة في القرآن تحذِّر مِن التطيُّر، والمتتبع لآيات القرآن يجد أنَّ التطير ما ورد إلا مذمومًا، أو على لسان المشركين، ومن الآيات الواردة في ذلك ما يأتي:

  • قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)، وقد جاءت هذه الآية الكريمة في ذكرِ قصة النبي موسى -عليّه السلام- مع قومه.
  • قال تعالى: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ)، وقد جاءت هذه الآية الكريمة في ذكرِ قصة النبي صالح -عليه السلامُ مع قومّه.

الأدلة الشرعية من السنة النبوية على تحريم التطير

وردتُ العديدُ من الأحاديثِ النبويّة التي تُحرمُ التطيّر وتنهى عنّهُ ومنْ أهمها حديثُ (لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ)، وقد جاءَ هذا الحديثُ الشريف نافيًا لأمور أربّعة كان يعتقدُ أهل الجاهليّة بأنّها تسببُ الشر فيتشاءمون منّها، وهيْ العدوى أي انتقال مسببات المرض من المريض إلى السليم، ولا طيرة أي الإقدام والإحجام بناء على التشاؤم بطريقة طيران الطائر أو غيره من صور التشاؤم.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا التشاؤم بمايقع من المرئيات أو المسموعات أو الأيام أو الشهور أو غيرهما هو، حيثُ سلطنا الضوءَ على معنىْ التطيّر، وحكمهُ، والأدلة الشرعيّة الواردة في تحريمه.