الرياح آية غضب من الله أم بشرة خير - المرساة

الرياح آية غضب من الله أم بشرة خير

جوجل بلس

الرياح آية غضب من الله أم بشرة خير ، إنه موضوع هذا المقال ، فالريح من مخلوقات الله تعالى ، وأحد جنوده المسخّر، وهو مخلوق لا يراه الإنسان ، لكنه يشعر بوجوده ويرى آثاره الكثيرة التي تدل عليه ، وهي من آيات الله العظيمة ، فهو صاحب القوة المطلقة والعظمة التي لم يصلها أي مخلوق ، ومن خلال المقال التالي سنعرف هل الغبار غضب من الله تبارك وتعالى أم أنّه نعمةٌ على العباد في الأرض.

الرياح آية غضب من الله أم بشرة خير

إنّ الرياح من مخلوقات الله تعالى الّتي يسخّرها سبحانه لمن يشاء من عباده، وهي جندٌ من جنوده، وهي مخلوقٌ كما البشر والجنّ والطّير والوحش، والله تعالى هو وحده القادر على تسخير هذه الرياح يحرّكها كيف يشاء وأينما شاء سبحانه، ولقد سخّرها من قبل لنبيّه سليمان عليه السّلام ولم يسخّرها لأحدٍ من قبله ولا من بعده، وحسبما جاء في القرآن الكريم أنّ الرياح يمكن أن تكون نعمةٌ من الله تعالى على عباده وبشرة خير، قال الله جلّ وعلا: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ}. كذلك ورد قوله سبحانه: {أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللهِ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}. كما يمكن أن يسخرها سبحانه للقضاء على الكفّار والظّالمين وابتلائهم وتعذيبهم بها، قال ربّ العزّة في الذّكر الحكيم: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا}. ولقد سخّرها الله تعالى جندًا لرسول الله وللمسلمين في غزوة الأحزاب ونصره بها على المشركين والكفرة الّذين حاصروا المدينة المنوّرة، فالرّيح هي نعمةٌ للمؤمنين المسلمين، وعذابٌ وغضبٌ على الكافرين والمشركين.

هل الرياح غضب من الله

إنّ الرّياح قد تكون غضبًا من الله تعالى يعذّب بها القوم الظّالمين ويذيقهم عذاب الخزي بما كسبوا وعملوا، وهي غضبٌ على كلّ من ظلم وكفر وأفسد في الأرض وعارض الإسلام ودعوة التّوحيد في هذا العصر والعصور الّتي قد خلت من قبل، فعلى المسلمين الابتعاد عن المعاصي والآثام، وأن يلتزموا سبيل الحقّ لا يحيدون عنه، لئلّا يعذّبهم الله تعالى بما يعملون وما يفسدون، فالرياح تجري بأمر الله تعالى مسخرةٌ وأمرها كلّه بيد الله سبحانه وتعالى، فمن خشي الله تعالى وعذابه أطاعه والتزم بما أمره به وما نهى عنه، ومن لم يلتزم فقد حقّ عليه العذاب في الدّنيا والآخرة، والله أعلم.

مواطن ذكر الرياح في القرآن الكريم

إنّ القرآن الكريم قد ذكر العديد من الآيات الكريمة الّتي تحدّث عن الرّياح بشكليها الاثنين سواءً كانت نعمةً ورضىً من الله تعالى أو كانت غضبًا ونقمةً منه سبحانه وتعالى، وسنذكر في الآتي بعض الآيات الّتي ذكرت الرّياح وتحدّث عنها:

  • قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}.
  • قال الله تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}.
  • قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
  • قال الله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}.

فوائد الرياح والغبار

توجد العديد من الفوائد للغبار والرياح الّتي آيةٌ من آيات الله تبارك وتعالى يجزي بها من يشاء ويعذّب بها من يشاء، وهذه الفوائد نذكر:

  • يتسبّب الغبار والرّيح بهطول الأمطار.
  • يقتل الغبار والرّيح الطّفيليّات والجراثيم الضارة.
  • يعزّز الغبار والرياح مناعة الأطفال ضدّ العديد من الأمراض.
  • يعدّ الغبار والرياح من مصادر المعادن.
  • يعمل الغبار والرّياح على تسميد التّربة وزيادة خصوبتها.

أضرار الرياح والغبار

إنّ بيان هل الرياح آية غضب من الله أم بشرة خير، وبيان أنّ للرياح والغبار الكثير من الفوائد التي لا يمكن ذكرها في موطنٍ واحد إلا أنّها تحوي العديد من الأضرار أيضًا، ومن أضرارها:

  • يمكن للرياح القوية أن تقتلع الأشجار وتهدم البيوت وتحد خللًا بيئيًا في منطقةٍ بعينها.
  • قد تساهم الرياح القوية بنشر الحرائق والنيران وخصوصًا في مناطق انتشار الأشجار.
  • الرياح الهوجاء تثير البحر فتؤدي لغرق المراكب والسفن
  • قد تكون الرياح القوية سببًا من أسباب الفيضانات وموجات تسونامي المحيطية.
  • الرياح المحمّلة بالغبار قد تحوي الكثير من المعادن والسموم الضارة بالجسم والتي من المضر استنشاقها.

ما يقال عند هبوب الرياح

إنّ الرياح جندٌ مطيعٌ من جند الله وهي من عظيم خلقه، يجعلها الله سبحانه وتعالى رحمةً إذا شاء ويجعلها نقمةً لو شاء، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روته أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّه قال حينما عصفت الريح: “اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ ما فِيهَا، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فِيهَا، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به، قالَتْ: وإذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عنْه، فَعَرَفْتُ ذلكَ في وَجْهِهِ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: لَعَلَّهُ، يا عَائِشَةُ كما قالَ قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالوا هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف:24]”. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسبّ المسلم الريح وأمر إن رآها المسلمون أن يسألوا الله خيرها وأن يستعيذوا من شرها.

دعاء الرياح والغبار

إنّ البحث عن هل الرياح آية غضب من الله أم بشرة خير، يدفع للبحث عن دعاء الريح والغبار الذي يمكن للمسلم أن يدعو به عند هبوب الرياح، وفيما يأتي بعض الأدعية المشروعة في ذلك:

  • اللهم إنّا نسألك خير هذه الرياح وخير ما خلقت له، ونعوذ بك من شر هذه الرياح وشر ماخلقت له، اللهم اجعلها محملةً بالخيرات والبركات، ولا تجعلها تحمل علينا العذاب إنّا يا ربّنا مسلمون.
  • اللهم إنّا نعوذ بجلال وجهك وعظيم سلطانك أن تعذّبنا بالريح كما عذّبت قوم عاد، اللهم إن كنّا مذنبين فإنا نستغفرك ونتوب إليك، اللهم لك الحمد حتّى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.

وهنا وتنتهي مقالة الرياح آية غضب من الله أم بشرة خير ، تبين لنا هل الرياح هو غضب من عند الله ، وتلقي الضوء على مواضع الريح المذكورة في القرآن الكريم ، فضلًا عن فوائدها ومضارها ، وعلمنا الدعاء الشرعي عندما تهب الريح وينتشر الغبار.