فضائل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه - المرساة

فضائل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه

جوجل بلس

فضائل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه ، هذا ما سيتم مناقشته في هذه المقالة حيث يبحث كثير من المسلمين عن فضائل شهر شعبان وما يستحب للمسلم أن يفعله في هذا الشهر المبارك ؛ لأن موعد بداية شهر شعبان لهذا العام يقترب ، ويساعدنا المقال التالي في معرفة فضائل شهر شعبان والأحاديث الواردة في هذا الشهر ، كما نتعرف على بعض الأحكام المتعلقة به ، والحكمة من تفضيل بعض الأشهر على غيرها ، وأقوال كبار العلماء في شهر شعبان.

شهر شعبان

شهر شعبان هو الشّهر الثّامن من العام الهجريّ والّذي يأتي بعد شهر رجب وقبل شهر رمضان المبارك، وسمّي بشهر شعبان بسبب تشعّب العرب فيه بحثًا وطلبًا للماء العذبة، وقيل سمّي كذلك لتشعّب العرب في الغارات بعد خروجهم من شهر رجب الحرام، وذلك ما ذكره ابن حجر رحمه الله تعالى، وإنّ شهر رجب من الأشهر الّتي فضّلها الله تعالى وعظّمها رغم أنّه ليس من الأشهر الحُرُم، وقد أظهر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين أهميّة هذا الشّهر بعدما غفل عنه الكثيرون منشغلين بشهر رجب الحرام وشهر رمضان المبارك

فضائل شهر شعبان

قد لفت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتباه المسلمين من الصّحابة الكرام وغيرهم إلى فضل شهر شعبان، بعدما رأى تعظيم النّاس لشهر رجب الحرام في الجاهليّة، وتعظيم المسلمين لشهر رمضان المبارك، وبيّن لهم مدى أهميّة وفضل الأيّام والشّهور الأخرى كشهر شعبان، وذلك من خلال صيامه للكثير من أيّام شهر شعبان، وعندها سأله أسامة بن زيد رضي الله عنه حيث قال: “يا رسولَ اللَّهِ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”. فشهر شعبان من الأشهر الّتي يأخذ المسلم فيها أجرًا جزيلًا إذا صام بعضًا من أيّامها، وهو شهرٌ يرفع الله تعالى به صحف الأعمال إليه، وفي القبول لهذه الأعمال بإذن الله تعالى، والصّيام في هذا الشّهر وغيره يكفّر الذّنوب والخطايا عن المسلم، فمن الجميل أن تُرفع أعمال العبد إلى الله تعالى وهو صائمٌ يتعبّده، فيرى ما يبيّض به وجهه يوم القيامة أمام الله تعالى وملائكته والنّاس أجمعين.

فضائل ليلة النصف من شعبان

لم يصحّ في ليلة النصف من شعبان أيّ حديثٍ وارد، وإنّما هي كلّها ضعيفةٌ ومنكرةٌ ولا تصحّ إطلاقًا، وإنّ ليلة النصف من شعبان لم يخصّها الله تعالى بأيّ فضل، وإنّما هي كسائر الليالي في العام، ولا يجوز للمسلم الاحتفال بها أو أن يخصّها بشيءٍ من العبادة كصلاةٍ خاصةٍ أو دعاء أو غيره، فذلك من البدع المحدثة والمحرّمة في الدّين الإسلاميّ الحنيف والله أعلم.

الأعمال المستحبة في شهر شعبان

إنّ اتّباع سنّة خير الأنام -عليه الصّلاة والسّلام- من الأعمال العظيمة الّتي تقرّب العبد من ربّه جلّ وعلا، وإنّ كلّ ما اُستحبّ من الأعمال في شهر شعبان هو سنّةٌ من السّنن النّبويّة المباركة الّتي نقلها عن رسول الله صحابته الكرام رضوان الله عليهم، ومن هذه الأعمال إكثار الصّيام في أيّام شهر شعبان، والإكثار من الدّعاء وذكر الله تعالى في الليل والنّهار، كذلك تلاوة القرآن الكريم والتّقرّب لله تعالى بالنّوافل والصدقات وغيرها، والله ورسوله أعلم.

أحكام تتعلق بشهر شعبان

مع بيان فضائل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه، ففيما يأتي سيتمّ عرض بعض الأحكام التي تتعلق بشهر شعبان، مع بيان قول العلماء فيها:

  • حكم الصلاة الألفية في شعبان: إنّ الوارد عن أهل العلم أنّ الصلاة المذكورة باطلة وهي بدعة من البدع المنكرة، ووضعت فيها أحاديث مكذوبة.
  • حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة: فتخصيص هذه الليلة بالصلاة ونهارها بالصيام باطل ولا يجوز، والأحاديث الواردة فيها لا أصل لها.
  • حكم صلاة العشاء بقراءة سورٍ معينة في ليلة النصف: يذهب بعض المسلمين إلى صلاة العشاء بقراءة سورة يس أو سورة الإخلاص بعدد مخصوص فيها وتخصيصها بدعاء خاص، وكلّ ذلك غير جائز ولا يصحّ في الإسلام.
  • حكم الاعتقاد أن ليلة النصف مثل ليلة القدر: هذا لا يجوز بقول أهل العلم فليلة القدر واردٌ فضلها في القرآن وأخبر عنها النبي في الأحاديث الصحيحة، وهذا الاعتقاد باطل باتفاق المحققين.
  • كيفية رفع الأعمال إلى الله في شعبان: هذا الأمر ثابت وصحيح فأعمال الليل ترفع في النهار وأعمال النهار ترفع في الليل وأعمال الأسبوع ترفع يومي الاثنين والخميس وأعمال السنة ترفع في شعبان.

الحكمة من تفضيل بعض الأزمان

ببيان فضائل شهر شعبان فإنّ المسلم يوقن أنّ الله فضّل بعض الأوقات على بعض، فقد فضّل شعبان على غيره، وجعل رمضان أفضل الشهور، وكانت العشر الأوائل من ذي الحجّة أفضل الأيام، والليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل الليالي، وليلة القدر أعظمي ليلةٍ إطلاقًا، وكلّ هذا من كرم الله وحكمته، فقد فضّل الأزمان بعضها على بعض ليزيد نشاط العباد فيها، ولتنافسوا بالعمل الصالح والعبادة في هذه الأزمان، ويجتهدوا فيها بما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وكذلك فإنّ الله يفضّل ما يشاء على ما يشاء وهو الحكيم العليم، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد بهذه الأيام والأوقات والله أعلم.

أقوال أهل العلم في شهر شعبان

ورد عن أهل العلم في الحديث عن فضائل شهر شعبان الكثير من الأقوال التي تؤكد فضل هذا الشهر، وتبيّن صحة ما ورد فيه، وتذكر حرمة الاحتفال أو تخصيصه بعباداتٍ غير مشروعة:

  • قال الشيخ ابن باز في ليلة النصف من شعبان: “من البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم”.
  • قال الإمام ابن رجب الحنبلي: “أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه”.
  • قال الشافعي: “بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان”.

وبهذا نختتم مقال فضائل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه ، والذي تعرفنا فيه على فضائل شهر شعبان ، إذ ذكر فيه الإجراءات المستحبة ، وأوضحنا بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بشهر شعبان ، مع استعراض أقوال العلماء في هذا الشهر.