كم مرة حج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم - المرساة

كم مرة حج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

جوجل بلس

كم مرة حج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، هو الذي سيناقش في هذا المقال ، حيث يجدر بالمسلم أن يتعرف على السيرة النبوية المباركة والأحداث والحقائق التي حدثت بكل تفاصيلها ، وقد يسأل كثير من المسلمين عن عدد المرات الّتي حجّ فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعبر المقال التالي سنتعرّف على المرات الّتي ذهب فيها النّبيّ وأدّى فريضة الحجّ في مكّة المكرّمة، كما سنتعرّف على الأوقات الّتي حجّ بها.

متى فرض الحج

قد فُرض الحجّ في العام التّاسع للهجرة المباركة، أي في عام الوفود، ولم يكن مفروضًا على المسلمين قبل ذلك، وقد فُرض في العام التّاسع من الهجرة المباركة لحكمةٍ عظيمة، وفرض الله تعالى الحجّ وأوجبه مرّة بالعمر على من توافرت فيه الشروط وكانت عنده الاستطاعة بقوله جلّ وعلا في الذّكر الحكيم: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}. وقد قيل بأنّ الاختلاف قد وقع بين أهل العلم حيث أنّ بعضهم يقول بأنّ فرض الحجّ كان في السّنة السّابعة ومنهم من يقول في السّنة الثامنة ومنهم من يقول في السّنة العشرة، ولكنّ الرّاجح والأصحّ هو أنّه قد فُرض بالسّنة التاسعة حيث نزلت الآية الكريمة السّابقة في السّنة التّاسعة والله أعلم.

كم مرة حج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

من الثّابت عند أهل العلم أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حجّ حجةً واحدةً فقط في العام العاشر للهجرة المباركة، ولكن قد وردت العديد من الأقوال عن أهل العلم أنّه حجّ قبل ذلك مرّاتٍ عديدة، وذلك بحجّة أنّ العرب كانوا يعرفون الحجّ منذ عهد نبيّ الله وخليله إبراهيم عليه السّلام، وكانوا يحافظون على هذه العبادة طاعةً وتقرّبًا لله جلّ وعلا، ولكن لم تثبت هذه الأقوال بشكلٍ قطعّيٍّ بعد، وسنتعرّف في الآتي على الحجج التّي حجّها النّبيّ قبل الإسلام وبعده.

حجة الرسول قبل البعثة

لم يكن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مكلّفًا قبل البعثة والرسالة بشيءٍ، وكان يتّبع ملّة إبراهيم عليه السّلام، وقد عُرف الحجّ قديمًا عند العرب، وقيل بأنّ العرب كانت تحجّ وتصعد عرفات في موسم الحجّ، وكان رسول الله يحجّ قبل أن يُبعث بالحقّ، حيث روى جبير بن مطعم أنّه رأى النّبيّ في موسم الحجّ قد صعد عرفات وكان يحجّ، وأيّد ابن حجر العسقلانيّ هذا القول، وما زال أهل العلم يجهلون عدد الحجّات الّتي حجّها النّبيّ قبل البعثة.

حجة الرسول بعد البعثة

قد وردت بعضٌ من الأحاديث الّتي تفيد بأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد حجّ مرّتين بعد البعثة الشّريفة وقبل أن يهاجر إلى المدينة المباركة، ومن الأحاديث الّتي ذكرت ذلك، ما رواه جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حيث قالا: “حجَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ثلاثَ حجَّاتٍ حجَّتَينِ قبلَ أن يُهاجِرَ وحجَّةً بعدَ ما هاجرَ منَ المدينةِ وقرَنَ معَ حجَّتِهِ عُمرةً”. والله أعلم.

حجة الرسول قبل الهجرة

إنّ الحجّ من العبادات والأعمال التي اشتهرت منذ زمن نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، فقد كان العرب يعرفون الحجّ قبل الإسلام في الجاهلية، وعندما جاء الإسلام وبدأت البعثة النبوية الشريفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم العرب والمسلمين بالحجّ إلى بيت الله الحرام وحثّهم عليها بالطريقة التي عرفها الناس عن نبي الله إبراهيم، وقد روى جابر بن عبد الله قال: “حجَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثلاثَ حِجَجٍ: حَجَّتَينِ قبلَ أنْ يُهاجِرَ، وحَجَّةً بعدَما هاجَرَ معَها عُمْرةٌ“. فالصحيح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حجّ بيت الله الحرام قبل الهجرة مرتين وهو في مكة والله ورسوله أعلم.

حجة الرسول بعد الهجرة

إنّ البحث في كم مرة حج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يدفع للخوض في عدد المرات التي حجّها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، فالثابت في الروايات الشرعية أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حجّ مرة واحدة فقط بعد الهجرة، وذلك بعد أن تمّ فرض الحجّ على المسلمين وجعلها ركنٌ من أركان الإسلام، وكانت تلك الحجّة الوحيدة هي حجّة الوداع الشهيرة، وقد روي عن  الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه: “قلتُ لأنسِ بنِ مالكٍ كمْ حجَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال حجةً واحدةً واعتمرَ أربعَ عُمرٍ عُمرةٌ في ذي القعدةِ وعمرةُ الحديبيةِ وعمرةٌ معَ حجتِهِ وعمرةُ الجِعرانةِ إذْ قسَّمَ غنيمةَ حُنينٍ”. فعدد المرات التي حجّ فيها النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلف فيها أهل العلم وهي ثابتةٌ وواضحة في الروايات والأدلة الشرعية.

حجة الوداع

بعد أن أتمّ الرسول صلى الله عليه وسلم إبلاغ الرسالة، وتمّ فتح مكّة ونشر الإسلام فيها، وقد دخل الناس في دين الله أفواجًا، وقد تمّ فرض فريضة الحج على المسلمين في أواخر السنة التاسعة للهجرة، فقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحجّ من عامه، وأعلن ذلك، فسمع الناس كلّهم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أراد الحجّ هذه السنة فقدم إلى المدينة خلقٌ كثير وكلّهم يريدون الحجّ مع رسول الله، فخرج للحج في الخامس والعشرين من ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة، وكانت تسمى هذه الحجة حجّة الوداع لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم ودّع المسلمين فيها، وسمّيت حجّة التمام وذلك لما نزل فيها من قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ}. وقد أدى النبي صلى الله عليه وسلم الحجّ بما فرض الله فيه كاملًا ليعلّمه للمسلمين، وقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حجّته أشهرًا قليلة وتوفّي بعدها صلى الله عليه وسلم.

كم مرة اعتمر النبي صلى الله عليه سلم

إنّ العمرة في اللغة هي الزيارة وفي المصطلح الشرعي تعني زيارة بيت الله الحرام تعبدًا لأداء مناسك العمرة، وقد ذكر أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع مرّاتٍ طيلة حياته، مستندين إلى الأحاديث والروايات الصحيحة التي وردت في ذلك، وقد ورد عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كَمِ اعْتَمَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ فَقالَ: أَرْبَعَ عُمَرٍ، إحْدَاهُنَّ في رَجَبٍ، فَكَرِهْنَا أَنْ نُكَذِّبَهُ وَنَرُدَّ عليه، وَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ في الحُجْرَةِ، فَقالَ عُرْوَةُ: أَلَا تَسْمَعِينَ يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ إلى ما يقولُ أَبُو عبدِ الرَّحْمَنِ، فَقالَتْ: وَما يقولُ؟ قالَ: يقولُ: اعْتَمَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ إحْدَاهُنَّ في رَجَبٍ فَقالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عبدِ الرَّحْمَنِ ما اعْتَمَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إلَّا وَهو معهُ، وَما اعْتَمَرَ في رَجَبٍ قَطُّ”. والله ورسوله أعلم.

بهذا نصل لنهاية مقال كم مرة حج الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي تمّ فيه معرفة متى فرض الحجّ على المسلمين، وعدد حجّات النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك كم عدد المرات التي اعتمر فيها، وعرّف بحجّة الوداع المشهورة.