ما هو الإشعاع النووي ومخاطره على البشر والبيئة ، كل ما رأيناه من حوادث بسبب استخدام الإشعاع النووي أكد أنه من أخطر الأسلحة على حياة الإنسان والبيئة ، ويمكن أن يؤدي إلى موت البشرية وتدميرها ، ولكن كيف يحدث ذلك ، هذا ما سنقوم بالرد عليه في هذا المقال ، لكن أولاً سنتعرف على الإشعاع النووي وأنواعه ثم نقوم بإدراج المخاطر.
ما هو الإشعاع النووي
الإشعاع النووي هو عبارة عن الطاقة المنبعثة من العناصر المشعة في شكل جسيمات صغيرة سريعة الحركة، نتيجة انقسامها إلى ذرات أكثر استقرار، فهذه العناصر تتكون من أجزاء مختلفة وكل جزء فيها له تركيب خاص، فالنواة تتكون من جسيمات دقيقة للغاية تسمى النيوترونات والبروتونات، بينما الغلاف الخارجي يتكون من جسيمات أخرى تسمى الإلكترونات وكل منهما يحمل شحنة كهربائية مختلفة فالنواة تكون شحنتها موجبة بينما الإلكترونات شحنتها سالبة، وبين ما تعمل الذرة على الوصول إلى حالة مستقرة تنطلق منها أشعة زائدة تسمى بالإشعاع النووي، وتتواجد هذه الأشعة في العديد من الأشياء حولنا بصورة مستمرة بل إنها توجد أيضًا في أجسامنا، ولكنها موجودة بنسب بسيطة للغاية لا تتأثر بها الأجسام بل تستطيع خلايا الجسم تنظيفها بسهولة، ويقاس الإشعاع بوحدة تسمى السيفرت، ولا يتأثر الجسم إلا إذا تعرض لحجم من الأشعة يصل إلى 500 مللي سيفرت.
أنواع الإشعاع النووي
يتكون الإشعاع النووي من ثلاثة أنواع رئيسية هي إشعاع ألفا وإشعاع بيتا وإشعاع جاما:
إشعاع ألفا
تصبح أشعة ألفا مضرة إذا تم استنشاقها أو بلعها، فهي لا تستطيع اختراق الجلد، وتتكون ألفا من نيترونين وبروتونين، وهي موجبة الشحنة، وبالرغم من شدة نشاطهم إلا أنهم لا يمكنهم الانتقال لمسافات بعيدة نظرًا لكبر حجمهم، لا يمكن للأجهزة الكشف عن إشعاع ألفا حتى من خلال طبقة رقيقة من الماء أو الدم أو الغبار أو الورق أو أي مادة أخرى، لأن إشعاع ألفا يخترق الحد الأدنى، يمكن أن تمنع الملابس أشعة ألفا من الوصول إلى الجسم.
إشعاع بيتا
يعتبر إشعاع بيتا أخطر وأقوى من إشعاع ألف حيث يمكنه الانتقال بمسافة حوالي متر نظرًا لصغر حجمها، ويمكن اختراق الجلد ليصل للطبقات التي تقع أسفل طبقة البشرة، مما قد يسبب للجلد مشاكل بالغة الخطورة، صغر حجمها يؤدي إلى أن تكون قوتها المؤينة أصغر بكثير من جسيمات ألفا (بحوالي 10 مرات)، يمكن اكتشاف معظم بواعث بيتا باستخدام أداة المسح ومع ذلك، فإن بعض بواعث بيتا تنتج طاقة منخفضة للغاية، وسيئة الاختراق للإشعاع والتي قد يكون من الصعب أو المستحيل اكتشافها، ومن الأمثلة على ذلك الكربون 14 والكبريت 35.
أشعة جاما
أشعة جانا عبارة عن موجات كهرومغناطيسية عالية الطاقة مما يجعلها تشبه الأشعة السينية، مثل موجات الراديو والضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية، وقد تكون أشعة جاما في كثير من الأحيان شديدة الاختراق، لذلك يجب ارتداء السترات الواقية، أشعة جاما هي الخطر الرئيسي للأشخاص الذين يتعاملون مع المواد المشعة المختومة المستخدمة، على سبيل المثال، في المقاييس الصناعية وآلات العلاج الإشعاعي.
مخاطر الإشعاع النووي على البشر
تتوقف مخاطر الإشعاع النووي على البشر على عدة عوامل وهي حجم الجرعة، ونوع الإشعاع والأعضاء التي يؤثر فيها، ومن مخاطره على جسم الإنسان بشكل عام ما يلي:
- قد يسبب أضرار كرموسومية بالغة.
- داء الإشعاع الخفيف والذي تتمثل أعراضه في القيء والتعب والإسهال.
- انخفاض مؤقت في خلايا الدم البيضاء.
- داء الإشعاع الخطير والذي من أعراضه النزيف وتدمير النخاع والموت.
- تساقط الشعر وتكتله.
- موت الخلايا العصبية والأوعية الدموية مما يؤدي إلى الموت الفوري.
- قد يؤدي التعرض لليود المشع إلى تدمير الغدة الدرقية.
- قصور القلب والوفاة فورًا.
- كما أنه قد يؤدي في بعض الأحيان للعقم أيضًا نظرًا لانقسام الخلايا التناسلية بشكل سريع.
- ارتفاع الإصابة بحالات فقر الدم.
- إعتام عدسة العين.
- احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطانات خاصة سرطان الدم(اللوكيميا).
ما هي خلايا الجسم الأكثر تأثرًا بالإشعاع
الخلايا نشطة التكاثر هي أكثر خلايا الجسم تأثرًا بالإشعاع النووي، لأن الحمض النووي يكون أكثر قابلية للإصابة بالإشعاع في طور الانقسام، وتعتبر خلايا الدم هي أكثر الخلايا نشاطًا وخلايا نخاع العظام أيضًا، لذلك هي الأكثر عرضة للتلف الإشعاعي.
مخاطر الإشعاع النووي على البيئة
ينحصر تأثير الإشعاع النووي على البيئة في ثلاثة طرق رئيسية:
التخلص غير السليم من النفايات النووية
بالرغم من أن محطات الطاقة النوية لا تنتج الكثير من التلوث إلا أنها تنتج نفايات مشعة كمنتج ثانوي، ويتسرب عنها العديد من الغازات الضارة والتي تكمن أضرارها في التالي:
- تنتج غاز ثاني أكسيد الكربون بكمية تزيد عن الحد الطبيعي في الجو مما يسبب أضرار بالغة على الكائنات والنباتات.
- زيادة نسب الإصابة بالسرطانات في الهواء.
- كما يؤثر أيضًا التعرض لهذه الكميات الهائلة على الحمض النووي للكائنات الحية مما قد يحدث خلل في التوازن البيئي.
- تحتاج المفاعلات النوية لكميات كبيرة من المياه والتي يتم سحبها من البحار والمحيطات مما يؤدي إلى قتل الأسماك والكائنات البحرية.
- تؤدي إلى تلوث مياه الشرب.
- تضعف تكاثر النباتات،
كوارث الانفجار النووي
لا يقتصر خطر الإشعاع النووي على وقت حدوث الكارثة فقط بل تمتد آثاره في البيئة إلى سنوات طويلة، وتتمثل تلك الآثار في التالي:
- امتصاص التربة والنبات لكمية كبيرة من الإشعاع والذي يظل تأثيره في البيئة عن طريق التراكم الأحيائي.
- يتراكم التلوث الإشعاعي في العديد من المجاري المائية مما يجعلها غير صالحة لنمو الكائنات البحرية.
- زيادة عدد الوفيات في الكائنات الحية مما يؤثر على توازن النظام البيئي.
- تصبح المنطقة التي حدث بها الإشعاع غير صالحة للحياة.
- ينتج عن الانفجارات غبار نووي يؤدي إلى تلوث الحياة البرية.
عمليات تعدين اليورانيوم
تحتاج محطات الطاقة النووية إلى اليورانيوم المشع لنصنيع الطاقة النووية، وللحصول عليه تقوم بعض الشركات بتعدينه مما يسبب آثارًا بالغة على البيئة حيث أنه من المعادن الثقيلة مما ينتج عنه ما يأتي:
- يمتلك اليورانيوم كمية كبيرة من السمية الكيميائية والنشاط الإشعاع.
- التغيرات الطفيفة في الخصوبة أو قابلية النسل للحياة.
- ينتشر اليورانيوم على نطاق واسع في القشرة الأرضية ، وفي أي مكان تتواجد فيه طبقة المياه الجوفية والصخور البينية.
- يزيد الحفر الاستكشافي أو التعدين من تعرض المياه للتلوث المحتمل
إرشادات للوقاية من الاشعاع النووي
يعتبر الاشعاع جزء من حياة الانسان، حيث ينتشر في كل مكان من حولنا ولكن بكميات آمنة، ويتعرض الانسان في أضيق الحدود إلى كميات غير آمنه فمن الواجب عليه الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة والتي تتمثل في التالي:
- التقليل من وقت التعرض.
- الابتعاد عنن مصدر الاشعاع بشكل كافي.
- التدريع الجيد على سبيل المثال يمكن الاحتماء في جدار أو حائط خرساني.
- في حالة حدوث حادث اشعاعي يجب الاسراع والدخول إلى المنزل أو مكان مغلق للحماية، والبقاء به أطول فترة ممكنة.
- الحصول على أحدث المعلومات من الراديو والتلفزيون والإنترنت والأجهزة المحمولة.
في نهاية المقال ما هو الإشعاع النووي ومخاطره على الإنسان والبيئة ، أوضحنا ماهية الإشعاع النووي وكيف يتم إنتاجه وما هي المخاطر البيئية التي يسببها التسرب الإشعاعي أو التفجيرات النووية.
