ما هي حمر النعم ، وهو السؤال الذي يجيب عليه هذا المقال ، فقد ذكرت السنة النبوية المباركة حمر النعم في أكثر من مكان ، وكثير من المسلمين يبحثون عن معنى حمر النعم والغرض من ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة ، ولماذا استخدمت في الأمثال والمقارنات ، ومن خلال المقال التالي نتعرف على المعنى الصحيح حمر النعم المذكورة في سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومعناها في وكذلك العبادات التي أشار الرسول أنها أفضل من حمر النعم.
ما هي حمر النعم
قال أهل العلم أنّ حمر النعم هي الإبل الحمراء الّتي تعدّ أغلى أثمن وأجود أنواع الإبل والجمال، وهي أفضل الإبل الّتي كان يملكها الأغنياء من العربّ قديمًا وهي المحبّبة لهم، وقد ذُكرها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في أحاديها الشّريفة، فهي النّوع الّذي يحتلّ المنزلة الأعلى والأفضل بين الأنعام الأخرى الّتي سخّرها الله تبارك وتعالى للإنسان في الأرض، وكان العرب يولونها شأنًا عظيمًا فهي أفضل المال وأفضل الملك والأعزّ بينها، وكان العرب قديمًا إن أرادوا أن يدلّوا على قيمة أمرٍ ما، ويدلّون على عظم أنه وغلاء ثمنه وجوده العالية ومكانته، فيقول إنّه أفضل من حمر النّعم، كذلك قام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جاراهم في لسانهم وضرب لهم الأمثال كما يفهمونها، فقد أوتي جوامع الكلم وفصاحة اللسان والبلاغة، وجعله الله تعالى يعلّم كلّ قومٍ بما يفقهونه وما تعوّدوا عليه، صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
حمر النعم في الأحاديث النبوية
وردت العديد من الأحاديث النّبويّة المباركة الّتي ذكرت حمر النّعم، وذكرت فيها بعض الأمور الدّينية الّتي جعلها الله تعالى خيرًا للمسلم من أن يملك من المال والأنعام أكثره وأحسنه وأثمنه، ومن الأحاديث النّبويّة نذكر الآتي:
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا حِلْفَ في الإسلامِ، وكلُّ حِلْفٍ كان في الجاهليَّةِ فلم يَزِدْهُ الإسلامُ إلَّا شدَّةً. وما يسُرُّني أنَّ لي حُمْرَ النَّعَمِ، وأني نقضْتُ الحِلْفَ الَّذي كان في دارِ النَّدوةِ”.
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “فَواللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ”.
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ اللهَ تعالى قدْ أمدكمْ بصلاةٍ هي خيرٌ لكمْ من حمرِ النعمِ، الوترُ جعلَها اللهُ لكمْ فيما بين صلاةِ العشاءِ إلى أنْ يطلعَ الفجرُ”.
ما العبادات التي أخبر النبي أنها خير من حمر النعم
إنّ الأحاديث النّبويّة المباركة الّتي ذُكرت سابقًا قد تحدّث عن بعض العبادات الّتي إن فعلها المسلم فتعود عليه بخيرٍ وأجرٍ أفضل له من أن يملك المال والأنعام الحسنة الّتي يحبّها النّاس، وهذه العبادات هي:
- صلاة الوتر: وهي الصّلاة الّتي أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن ينتهي المسلم من قيام الليل، ولقد أخبر رسول الله بفضل هذه الصّلاة العظيمة، وأنّ الله تعالى وترٌ يحبّ الوتر، وفي هذه الصّلاة أجرٌ وخيرٌ عظيمٌ يفوق امتلاك حمر النّعم بأضعافٍ مضاعفة.
- الدّعوة لله تعالى: فقد أخبرنا رسول الله بأنّ الدّعوة إلى الله تعالى هي الغاية من الإسلام والغاية العظمى من الرسالة، وهي أفضل الأعمال الصّالحة الّتي يمكن للمسلم أن يقوم بها، فلا شيء أعظم من أن يدعو المسلم رجلًا كافرًا للإسلام فيدخله ويُسلم لله تعالى، قال الله جلّ وعلا: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
معنى حمر النعم في معجم المعاني
ذُكر في معجم اللغة العربيّة معنى حمر النّعم وتعريفها، فقيل أنّ حمر النعم هي كرائم الإبل، فهي الجمال الّتي خلقها الله تعالى ولونها أحمر، وهي من أغلى وأنفس وأثمن أنواع الإبل وأجودها، وكانت مضرب الأمثال في كل ّنفيس وكل ّمرغوب، والله أعلم.
وها نحن نصل إلى خاتمة مقالتنا ما هي حمر النعم ، حيث ذكرنا تعريف حمر النعم والأحاديث النبوية التي ذكرتها ، حيث تعرفنا على العبادة التي هي أفضل منها ، ومعانيها في المعجم العربي.
